والدة سما لم تتخلى عنها أبدا، ولا نحن كذلك

لم يتم الترحيب بسما عند قدومها للعالم عندما ولدت. كاد والدها أن يرسلها إلى دار الأيتام لأنها ولدت مختلفة عن الأطفال الآخرين وكان تختنق كلما حاولت الأم رضاعتها وذلك لأنها ولدت بشق الشفة والحلق.

لكن والدتها عبير رفضت ترك طفلتها وراءها. على الرغم من أنها كانت تملك القليل من المال وتواجه ضغوطًا وإهانة مستمرة من زوجها وجيرانها ، تمكنت عبير من جمع ما يكفي على مر السنين لإجراء سبع عمليات جراحية لسما في مستشفيات عامة مختلفة. سارت بعض الأمور على ما يرام. وامور أخرى لم تسر على ما يرام.

ومع ذلك ، فقد أنقذوا حياتها. مثل العديد من الأطفال الآخرين الذين يعانون من شق الحلق والشفة، كانت سما معرضة لخطر سوء التغذية الحاد لأن اللبن كان يمر عبر أنفها أو يدخل مباشرة إلى رئتيها، مما يؤدي إلى خنقها في كل مرة كانت تحاول الأكل. لولا براعة عبير التي لا تهدأ في إيجاد طرق لإطعام طفلتها، ويقظتها في تعقب الجراحة في الوقت المناسب ، فربما لم تكن لتنجو سما خلال طفولتها.

بالرغم من أن سما كانت على قيد الحياة ، لكنها كانت بعيدة كل البعد عن الازدهار. عندما كبرت ، كافحت من أجل فهمها عندما تتحدث. كانت أسنانها منحرفة بشكل سيئ، وتعرضت للتنمر بلا رحمة من قبل الأطفال الآخرين، حتى أثناء اللعب أمام منزلها. لم تكن هذه حياة تقبلها عبير لطفلها.

واصلت الكفاح من أجل الحصول على رعاية لابنتها، وعندما كانت سما تبلغ من العمر ستة أعوام ونصف، علمت عبير ان هناك عيادة في القاهرة تسمى - انفينيتى - قد تقدم مجموعة كاملة من علاجات الشق. أحبطتها الأخبار - لانها واجهة شيء آخر التي تحتاجه طفلتها ولكن لم يكن بإمكانها توفيره. ثم سمعت أن علاج الشق الحلقي في انفينيتى كان مجانيًا تمامًا لأنهم شركاء مع منظمة تدعم أطفال الشفة الارنبية تسمى سمايل تراين. لم تصدق عبير ذلك، لكنها كانت تعلم أيضًا أنها لا تستطيع تحمل عدم معرفة المزيد.

بمجرد وصولها ، تحول عدم تصديقها إلى الدهشة. كيف يمكن لمثل هذا المكان الفخم والحديث أن يقدم رعاية مجانية؟ كيف كان هناك الكثير من الأطفال الآخرين الذين يشبهون ابنتها، بينما كانا يشعران بالوحدة لأكثر من نصف عقد؟ لأول مرة منذ ولادة سما ، شعرت عبير بأمل حقيقي في مستقبل طفلتها.

أعادت عبير سما للتشاور الطبى فى انفينتى على الفور. في غضون أسابيع ، تلقت أخيرًا عملية جراحية عالية الجودة لشفاء حنكها وبدأت العمل مع معالج النطق وطبيب الأسنان ، وكلاهما تدرب بشكل خاص من قبل سمايل تراين في مساعدة الأطفال الذين يعانون من الشفة الارنبية وشق سقف الحلق.

كانت سما طفلة ذكية ونشطة للغاية. وبفضل مثابرة والدتها ومتبرعي سمايل تراين، تتألق هذه السمات الآن ليراها العالم. لا عجب أنها لا تستطيع التوقف عن الابتسام.