دنيا صغيرة كاملة فى يد كلا من محمد ومريم
لم يسبق لمحمد ومريم أن رأيا شفة مشقوقة قبل ولادة ابنتهما وشعرا بالضغط بسبب الرعاية التي تتطلبها. لكنهما كانا مصممين على توفير كل ما تحتاجه ابنتهما. فقد كانت الشمس الصغيرة التي يدورون حولها بفرح، لذلك سمّوها كاينات، التي تعني "عالمي كله" باللغة الأوردية.
تسبب شق كاينات لها بالاختناق أثناء رضاعة حليب الثدي، مما يعرضها لخطر شديد يؤدي الى الموت بسبب سوء التغذية. لم يقدم جيرانهم أي مواساة للأسرة بل ألقى الكثيرون باللوم بشكل خاطئ على أن شق كاينات سببه كسوف القمر الذي حدث أثناء حمل مريم.
حتى أن بعض الأقارب شجعوهم على السماح بتجويع كاينات، معتقدين أنه من غير المرجح أن تبقى على قيد الحياة طويلاً على أي حال. كل تعليق قاسي تسبب في ألم هائل لمحمد ومريم، مما جعل الوضع المؤلم يصبح أسوأ بشكل لا يطاق تقريباً. لكنهم رفضوا التخلي عن ابنتهم.
عندما أصيبت كاينات بعدوى جعلت من الصعب عليها التنفس، نقلها محمد ومريم إلى المستشفى. وقال لهم الموظفون إن كاينات مؤهلة لتلقي كل الرعاية التي ستحتاجها والمتعلقة بالشفة المشقوقة دون أي تكلفة على الأسرة، حيث كانت جمعية الشفة والحنك الباكستانية شريكة في قطار الابتسامة. وللمرة الأولى، استطاع محمد ومريم أن يرسما نجمة متلألئة من الأمل في الأفق ومستقبلاً حقيقياً لكيانات.
لم تكن العائلة تعرف ما يمكن توقعه من مستشفى يقدم عمليات جراحية مجانية في البداية، لكن مريم تأثرت على الفور. وقالت: "ذكّرني مرفق المستشفى على الفور بالمستشفيات الحديثة جد اً في دبي، حيث نشأت." وبعدها بلحظة، استقبلهم الدكتور إعجاز بشير، مؤسس جمعية (PCLAPA) وأكد لهم أن فريقه سيكون إلى جانبهم في كل خطوة من خطوات رحلة كاينات نحو الشفاء الكامل لشقها.
كان ذلك قبل ست سنوات وأربع عمليات جراحية تمت برعاية قطار الابتسامة. اليوم، محمد ومريم يعطيان الأمل للآباء الآخرين المحتاجين من خلال توجيههم إلى قطار الابتسامة و (PCLAPA). اليوم كاينات فتاة سعيدة وبصحة جيدة وابتسامتها تضيء العالم بأسره.