اكتشف علي أن الأقدار يمكن أن تتغير
ولد علي بشفة مشقوقة فى عام 1946 فى صحراء ثارباركار النائية بشرق باكستان والتى تشتهر بالقحط والجفاف. ثارباركار بلدة لا ترحم معظم سكانها، حيث فيها يتوفى طفل واحد من بين كل ثلاثة أطفال قبل سن الخامسة بسبب سوء التغذية أو نقص الرعاية الطبية.
لكن كان علي أحد الناجين، فقد تغلب على بيئته القاسية والمشاكل الصحية التى سببتها شفته المشقوقة والسخرية المستمرة منه ووصمه بصاحب الشفة المشقوقة والذى لازمه فى كافة مراحل حياته ونموه وزواجه وتأسيسه أسرة.
قام علي بتطوير فلسفته الخاصة والتى ساعدته على تقبل متاعب الحياة بصبر. يقول علي: "يجب على المرء أن يخفى الحزن وأن يستمر فى الحياة، فلا يمكن تغيير القدر."
ولكن عندما أصبح علي جداً عانى من حسرة كبيرة لم يستطع إخفاءها وهى عندما رأى أحفاده يهربون منه لخوفهم من شفته المشقوقة الغير المعالجة. فكل ما أراده بشدة فى هذه اللحظات أن يتمكن من اللعب والضحك معهم. لكن أبنائه أخبروه أنه سيكون من الأفضل أن يبقى بعيدا عن الأطفال حتى يكبروا. وهنا تنهد علي قائلا: "لم أشعر بالنقص أبداً فى حياتى أكثر من هذه المرة."
شعر علي بأستجابة دعائه عندما رأى ملصقا يعلن عن جراجة شفة مشقوقة مجانية من سمايل هوم تراست - الشريك المحلى لسمايل ترين. وعندما سأل رئيس الجراحين الدكتور عرفان إيشاق علي عن حياته السابقة، أجاب علي صاحب 73 عاما وهو يقاوم دموعه "ما مضى قد مضى، فأنا لم أتواجد هنا للتحدث عن الماضى وإنما أفضل التركيز على التطلع لمستقبل أفضل."
تمت الجراحة بنجاح لعلي..وبعد مضى ثلاثة أشهر ذهب متطوعو سمايل هوم ترست لمتابعة حالة علي فوجدوه مستلقيا على الأرض يلعب مع أحفاده وعلى وجهه ابتسامه عريضة.. وعندما رآهم علي صاح قائلا: "شكرا لسمايل ترين وشكرا لفريقكم، الحياة أفضل الآن!"