إبتسامة ظلت قيد الإعداد لمدة سبعون عاما

في عام 1949 ، ولدت طفلة بشفاه مشقوقة في ريف باكستان، رفض والدها وأفراد أسرتها حملها، ولكن أمها احتضنتها وأطلقت عليها اسم بياري والذي يعني "جميلة" .

عندما كانت بياري صغيرة، تصدت أمها لأي شخص حاول السخرية منها أو مناداتها بأي اسم آخر غير "جميلة" ورفضت التوقف عن القتال من أجل ابنتها حتى عندما كلفها هذا زواجها، وعندما تم طلاقها، انتقلت هي وبياري للعيش مع عائلتها في قريتهم الصحراوية الصغيرة.

لسوء الحظ، طرأت بعض التغييرات الطفيفة مع انتقالهم، حيث ألقى أقاربهم اللوم على بياري لكل شيء خاطيء حدث في حياتهم، وكانت الفتاة الصغيرة تبدو أكبر سنا مقارنة لبقية الأطفال مع شفتها المشقوقة والغير معالجة، كانت ترغب في أن تحظى بأصدقاء، لكن الأطفال كانوا يردون على تحيتها لهم بالإهانات وبالتباعد عنها. وبسبب كونها مرفوضة من عائلتها ومن المجتمع، قلما تركت بياري المنزل ولم تذهب إلى المدرسة أبداً ولم تتزوج..

وبعد سنوات عديدة، أجبرت كارثة عائلية بياري على ترك المنزل من أجل الحفاظ على حياتها. وبدون أي مؤهلات تعليمية أو مهارات ظنت أن بإمكانها العمل كخادمة بأحد المنازل ولكن لم يرغب أحد في توظيفها. وببسالة قامت بصناعة وبيع المنتجات اليدوية بالسوق عوضا عن ذلك.

في أحد الأيام، وبينما كانت تبيع منتجاتها، قابلت إحدى العائلات والتي أخبرتها بأن أحد أطفالها ولد بشفة مشقوقة ولكن إحدى المنظمات – والتي تُدعى سمايل هوم ترست – قامت بعملية الشفة المشقوقة. تفاجأت بياري وحدثت نفسها "هل كان هذا العلاج متوفرا طوال هذه المدة ولم يخبرني أحد بذلك؟"

سمحت بياري لنفسها أن تشعر بلذة أمل ضعيفة، ثم قامت بالبحث عن الأمر وأصابها شعور معتاد بانفطار القلب، تتم العمليات الجراحية على مسافة تُقارب 250 ميل من مكانها، وهي مسافة سفر يمكنها تحمل نفقاتها، ولًإعتقادها بأنها ليس لديها ما تخسره، قامت بالتواصل مع سمايل هوم ترست، فلا يمكن وصف فرحة ذات السبعين ربيعا عندما أخبروها أن منظمة تُدعى سمايل ترين يمكن أن توفر لها سفرا مجانياً من وإلى المستشفى كما ستتحمل التكاليف الكاملة للعملية الجراحية.

واستقبلت المزيد من الأخبار السعيدة عندما حان موعد العملية الجراحية: بالرغم من مرور العالم بجائحة فيروس كوفيد – 19 – إلًا أنه لم يصل إلى منطقتها في باكستان حتى الآن- ولم تشعر فقط سمايل هوم ترست بالأمان لتقوم بعملها، بل استغلت أيضا الفرصة وقامت بتوزيع المستلزمات ا لصحية وتوعية المرضى بطرق وقاية أنفسهم ومجتمعهم من هذا الفيروس.

ارتعشت يدا بياري أثناء استشارة ما قبل الجراحة، وعندما حاول الدكتور عرفان إيشاق رئيس الجراحين طمأنتها، قامت بإخباره بقصتها ولذلك عرف مدى أهمية هذه اللحظة بالنسبة لها.

تمت جراحتها المُقدمة من سمايل ترين بسلاسة، وعندما رأت بياري ابتسامتها الجديدة في المرآة لأول مرة انفجرت دموع السعادة وانهالت بالدعاء لدكتور إيشاق وفريقه، ثم قبلت أيدي الجراح وبكت لكونها أخيرا ستتمكن من العيش في سلام.