ابتسامة تعيد إيمان الأم بالإنسانية
علمت منى في الأشهر القليلة الأولى من حملها أنها حامل بتوأمين. كان هذا الحمل مختلفاً عن حمليها الأولين، وكان أكثر صعوبة. كانت الولادة معقدة أيضاً، وكان لا بد من ولادة رؤى وريم بعملية قيصرية.
عندما استيقظت منى من الجراحة، أخبرها الطبيب أن إحدى التوأمين، رؤى، مصابة بشفة مشقوقة، رغم أنه أكد لها على الفور أنه يمكن علاجها. لم تعرف منى ما هي الشفة المشقوقة. عندما رأت رؤى للمرة الأولى، قربتها منها فقط وقبلتها. وتقول: "لم أُصدم. كل ما يأتي من الله فهو نعمة".
أحيلت منى إلى الدكتور ممدوح أبو الحسن، أحد شركاء سمايل ترين في الجيزة، بمصر. وعندما حدد لهم موعداً لإجراء عملية جراحية مجانية لإصلاح شفة رؤى، لم تصدق منى ذلك. وتقول مندهشة: "لم ندفع حتى مقابل الاستشارة!"
وعلى الرغم من ارتياحها، كانت منى خائفة أيضاً - فهي لم تذهب إلى مستشفى الأطفال الشريك لسمايل ترين من قبل ولم تكن تعرف ما ستجد هناك. في الطريق إلى هناك، أخبرت منى زوجها، إبراهيم، أنه إذا لم يكن المستشفى نظيفاً ومجهزاً بكوادر جيدة، فإنهم سيعودون أدراجهم. عندما وصلت العائلة، لم يصدقوا ما رأوه. شهق أحد الأقارب الذي جاء معهم قائلاً: "هل يمكنك أن تتخيلوا أننا قادمين إلى مكان بهذه الجودة ولن ندفع أي شيء". وتقول منى موافقة: "حقاً لم أصدق كم كان الأمر رائعاً".
استمر ارتياحها حتى دخلت رؤى الجراحة ووقفت بجانب باب غرفة العمليات ورفضت المغادرة. تحركت منى فقط عند سماع بكاء رؤى ورأت الطبيب عائد وهو يمسكها. أمسكت بابنتها، وهي تحاول تمالك نفسها من شدة المشاعر التي غمرتها.
الآن، عندما تنظر إلى ابتسامة رؤى، تغمرها الذكريات بالأمل. وقالت: "شعرت أن الخير ما زال موجوداً في العالم. بصراحة، لم أصدق أن ما زال هناك أناس جيدون".
الصور وأجزاء من النص مقدمة من ™HUMAN.