يستطيع أن يكون جيري نفسه أخيرًا
في عام 2006، عانت روزماور فضيلة من مخاض طويل وصعب، لذا عندما أخرجت الممرضات ابنها قبل أن تتاح لها فرصة حمله، ظنت أن الأسوأ على الإطلاق قد حدث. لم يكن لديها فكرة بأن ابنها لا زال على قيد الحياة، وأن زوجها ياسيم هو مَن طلب نقل الطفل الرضيع من الغرفة حيث كان يخشى من أنه ربما لا تنجو روزماوار عند رؤية ابنها ديري وقد وُلد بشفة مشقوقة.
عندما وصلت روزماوار المنزل ورأت ابنها لأول مرة، لم تبدِ اهتمام حيال الشفة المشقوقة كما كان يخشى زوجها. "أحببتُ ديري حالما رأيته. كانت شفته الشقوقة جزءًا من إرادة الله لأسرتنا" كما قالت روزماوار. كانت على دراية تامة بأن العملية الجراحية لشفة ديري المشقوقة ممكنة، ولكنها أدركت أيضًا بأن تكاليف الجراحة أكثر بكثير مما يمكنُ للأسره تحمله.
عندما كبر ديري، كان لديه بشخصية اجتماعية ومفعمة بالنشاط حول والديه وأخته، ولكنه ينعزل حال مغادرته المنزل. ذكرت والدته: "كان ديري خجولًا وحزينًا في المدرسة. لقد غيرت سنوات من التنمر شخصيته ولم يكن لديه أي ثقة". أدى خجل ديري إلى عدم رغبته في التحدث في الفصل مما أثر على علاماته وكان بالكاد ينجح في صفه.
تغير كل شيء عندما التقى ديري برحمات Rahmat وهو عامل اجتماعي محلي لدى مؤسسة Smile Train يبحث عن مرضى الشفة المشقوقة في مجتمعه. دعا ديري رحمات إلى منزل الأسرة وتحدث إلى روزماوار حول سبب وجوده في المدينة. كان رحمات بنفسة مريضًا سابقًا يعاني من الشق لدى مؤسسة Smile Train، وبذلك ساعدت معلوماته المباشرة بالعملية الجراحية للشق في التخفيف من مخاوف روزماوار بخصوص السلامة، وقدم تأكيدات بأنه سيتم توفير عملية شق الشفة دون تكاليف.
وفي وقتٍ لاحق من ذلك الأسبوع، رافق رحمات ديري إلى مستشفى ملاهايتي (Malahayati Hospital) المحلي شريك مؤسسة Smile Train حيث تلقى ابتسامته الأبدية. قالت روزماوار أن ابنها عاد وتغير داخليًا وخارجيًا: "أصبح ديري الاجتماعي الذي رأيناه في المنزل هو نفسه الذي رأيناه في المجتمع".
اليوم، ديري نشط جدًا ويمكنُ إيجاده عادةً في الخارج يلعب كرة القدم. "كسب مجموعة كبيرة من الأصدقاء من الحي. ورغم أنه تعلم كيف يلعبُ كرة القدم في مرحلة متأخرة بعد الأطفال الآخرون، إلا أنه طبيعي"، قالت روزماوار
يروي أساتذته أن ديري قد تغير تمامًا في الفصل الدراسي كذلك. إنه يقومُ بواجباته المدرسية دومًا ويتحدثُ عاليًا في الفصل.
يرغبُ ديري أن يصبح طبيبًا عندما يكبر، وبذلك يستطيع مساعدة الأطفال الآخرين ممن يولدون بشفة مشقوقة. في الوقت الحالي، إنه يبذلُ قصارى جهده لتقليد بطله رحمات عن طريق البحث النشط عن أطفال آخرين يعيشون بشفة مشقوقة دون علاج حتى يتمكن من إخبارهم عن وجود الشريك المحلي لمؤسسة Smile Train لمساعدتهم.